كتاب: لسان العرب ***

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


قدحر‏:‏ اقْدَحَرَّ للشر‏:‏ تهيأَ، وقيل‏:‏ تهيأَ للسِّباب والقتال، وهو القِنْدَحْرُ‏.‏ والقَنْدَحورُ‏:‏ السيء الخُلُق‏.‏ وذهبوا شَعالِيلَ بقِدَّحْرَةٍ وقِنْدَحْرةٍ أَي بحيث لا يُقْدَرُ عليهم؛ عن اللحياني، وقيل‏:‏ إِذا تفرّقوا‏.‏

قذر‏:‏ القَذَرُ‏:‏ ضدّ النظافة؛ وشيء قَذِرٌ بَيِّنُ القَذارةِ‏.‏ قَذِرَ

الشيءُ قَذَراً وقَذَر وقَذُرَ يقْذُرُ قَذارةً، فهو قَذِرٌ وقَذُرٌ وقَذَرٌ

وقَذْرٌ، وقد قَذِرَه قَذَراً وتَقَذَّره واسْتَقْذره‏.‏ الليث‏:‏ يقال

قَذِرتُ الشيء، بالكسر، إِذا استقذرته وتَقَذَّرْت منه، وقد يقال للشيء

القَذِرِ قَذْرٌ أَيضاً، فمن قال قَذِرٌ جعله على بناء فَعِل من قَذِرَ

يَقْذَرُ، فهو قَذِرٌ، ومن جزم قال قَذُرَ يَقْذُر قَذارةً، فهو قَذْرٌ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ اتقوا هذه القاذُورةَ التي نهى الله عنها؛ قال خالد بن جَنْبَةَ‏:‏ القاذورة التي نهى الله عنها الفعل القبيح واللفظ السيء؛ ورجل

قَذُِرٌ وقَذْرٌ‏.‏ ويقال‏:‏ أَقْذَرْتَنا يا فلان أَي أَضْجَرْتَنا‏.‏ ورجل

مَقْذَرٌ‏:‏ مُتَقذِّرٌ‏.‏ والقَذُورُ من النساء‏:‏ المتنحية من الرجال؛ قال‏:‏

لقد زادني حُبّاً لسَمْراء أَنها

عَيُوفٌ لإِصهارِ اللِّئامِ، قَذُورُ

والقَذُورُ من النساء‏:‏ التي تتنزه عن الأَقذار‏.‏ ورجل مَقْذَرٌ‏:‏ تجتنبه الناس، وهو في شعر الهذلي‏.‏ ورجل قَذُورٌ وقاذُورٌ وقاذُورَةٌ‏:‏ لا يخالط

الناس‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ويبقى في الأَرض شِرارُ أَهله تَلْفِظُهم أَرَضُوهم

وتَقْذَرُهم نَفْسُ الله عز وجل؛ أَي يكره خروجهم إِلى الشام ومَقامَهم بها

فلا يوفقهم لذلك، كقوله تعالى‏:‏ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُم‏.‏

يقال‏:‏ قَذِرْتُ الشيء أَقْذَرُه إِذا كَرِهْته واجتنبته‏.‏ والقَذُورُ من الإِبل‏:‏ المتنحي‏.‏ والقذورُ والقاذورةُ من الإِبل‏:‏ التي تَبْرُك ناحية

منها وتَستبعِدُ وتُنافِرُها عند الحلب، قال‏:‏ والكَنُوفُ مثلها إِلا أَنها

لا تستبعد؛ قال الحُطَيْئة يصف إِبلاً عازبة لا تسمع أَصوات الناس‏:‏

إِذا بَرَكَتْ لم يُؤْذِها صوتُ سامِرٍ، ولم يَقْصُ عن أَدنى المَخاض قَذُورُها

أَبو عبيد‏:‏ القاذورة من الرجال الفاحش السيء الخُلُق‏.‏ الليث‏:‏ القاذورة

الغَيُورُ من الرجال‏.‏ ابن سيده‏:‏ والقاذورة السيء الخلق الغيور، وقيل‏:‏ هو المُتَقَزِّزُ‏.‏ وذو قاذورة‏:‏ لا يُخالُّ الناسَ لسوء خُلُقه ولا ينازلهم؛ قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَة يرثي أَخاه‏:‏

فإِن تَلْقَه في الشَّرْب، لا تَلْقَ فاحِشاً

على الكاسِ، ذا قاذُورَةٍ متَرَيِّعا

والقاذورة من الرجال‏:‏ الذي لا يبالي ما قال وما صنع؛ وأَنشد‏:‏

أَصْغَتْ إِليه نَظَرَ الحَيِيّ، مَخافَةً من قَذِرٍ حَمِيِّ

قال‏:‏ والقَذِرُ القاذُورَة، عنى ناقةً وفَحْلاً‏.‏ وقال عبد الوهاب

الكلابي‏:‏ القاذُورة المُتَطَرِّسُ، وهو الذي يَتَقَذَّرُ كلِّ شيء ليس بنَظيف‏.‏

أَبو عبيدة‏:‏ القاذورة الذي يتقذر الشيء فلا يأْكله‏.‏ وروي أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاذُورةً لا يأْكل الدجاج حتى تُعْلَفَ‏.‏ القاذورة

ههنا‏:‏ الذي يَقْذُرُ الأَشياءَ، وأَراد بعَلْفِها أَن تُطْعَم الشيءَ

الطاهر، والهاء للمبالغة‏.‏ وفي حديث أَبي موسى في الدجاج‏:‏ رأَيته يأْكل شيئاً

فَقَذِرْتُه أَي كرهتُ أَكله كأَنه رآه يأْكل القَذَر‏.‏ أَبو الهيثم‏:‏ يقال

قَذِرْتُ الشيء أَقْذَرُه قَذْراً، فهو مَقْذور؛ قال العجاج‏:‏

وقَذَري ما ليس بالمَقْذُورِ

يقول‏:‏ صِرْتُ أَقْذَرُ ما لم أَكن أَقْذَره في الشباب من الطعام‏.‏ ولما

رَجَمَ النبي صلى الله عليه وسلم ماعِزَ بن مالك قال‏:‏ اجتنبوا هذه

القاذورة يعني الزنا؛ وقوله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أَصاب من هذه القاذورة

شيئاً فلْيَسْتَتِرْ بسِتْرِ الله؛ قال ابن سيده‏:‏ أُراه عنى به الزنا وسماه

قاذورةً كما سماه الله عز وجل فقال‏:‏ إِنه كان فاحشة ومقتاً‏.‏ وقال ابن الأَثير في تفسيره‏:‏ أَراد به ما فيه حدّ كالزنا والشُّرْب‏.‏ ورجل قاذُورَة‏:‏

وهو الذي يَتَبَرَّمُ بالناس ويجلس وحده‏.‏ وفي الحديث‏:‏ اجتنبوا هذه

القاذورة التي نهى الله عنها‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ القاذورة ههنا الفعل القبيح

والقول السيء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ هلك المُقَذِّرُونَ يعني الذين يأْتون

القاذورات‏.‏ رجل قُذَرَة، مثال هُمَزة‏:‏ يتنزه عن المَلائِم ملائم الأَخلاق

ويكرهها‏.‏ قَذُورُ‏:‏ اسم امرأَة؛ أَنشد أَبو زياد‏:‏

وإِني لأَكْني عن قَذُورٍ بغيرها، وأُعْرِبُ أَحياناً بها فأُصارِحُ

وقَيْذَر بن إِسمعيل‏:‏ وهو أَبو العرب، وفي التهذيب‏:‏ قَيْذار، وهو جَدُّ

العرب، يقال‏:‏ بنو بنت ابن إِسمعيل‏.‏ وفي حديث كعب‏:‏ قال الله تعالى

لرومِيَّةَ‏:‏ إِني أُقْسِمُ بعِزَّتي لأَهَبَنَّ سَبيَكِ لبني قاذِرٍ أَي بني

إِسمعيل بن إِبراهيم، عليهما السلام، يريد العرب‏.‏ وقاذِرُ‏:‏ اسم ابن إِسمعيل، ويقال له قَيْذَر وقَيْذار‏.‏

قذحر‏:‏ أَبو عمرو‏:‏ الاقْذِحْررُ سوء الخُلُق؛ وأَنشد‏:‏

في غيرِ تَعْتَعةٍ ولا اقْذِحْرارِ

وقال آخر‏:‏

ما لَكَ، لا جُزِيتَ غيرَ شَرِّ

من قاعدٍ في البيت مُقْذَحِرِّ

الأَصمعي‏:‏ ذهبوا قِذَّحْرَةً، بالذال، إِذا تفرّقوا من كل وجه‏.‏ النضر‏:‏

ذهبوا قِذَّحْرَةً وقِذَّحْمَةً، بالراء والميم، إِذا ذهبوا في كل وجه‏.‏

والمُقْذَحِرُّ‏:‏ المتهيِّءُ للسِّباب والشر تراه الدَّهْرَ مُنْتَفخاً

شِبْهَ الغضبان، وهو بالدال والذال جميعاً؛ قال الأَصمعي‏:‏ سأَلت خَلَفاً

الأَحْمَرَ عنه فلم يتهيأْ له أَن يُخْرِجَ تفسيره بلفظ واحد، وقال‏:‏ أَما

رأَيت سِنَّوْراً مُتَوَحِّشاً في أَصلِ راقُود‏؟‏ وأَنشد الأَصمعي لعمرو

بن جَمِيل‏:‏

مثل الشُّيَيْخِ المُقْذَحِرِّ الباذي، أَوفى على رُباوَةٍ يُباذِي

ابن سيده‏:‏ القِنْذَحْرُ والمُقْذَحِرّ المتهيء للسباب المُعِدُّ للشر، وقيل المُقْذَحِرُّ العابسُ الوجه؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

وذهبوا شَعاليلَ بقِذَّحْرَةٍ وقِنْذَحْرةٍ أَي بحيث لا يُقْدَرُ عليهم؛ عن اللحياني، وهو بالدال أَيضاً‏.‏

قذعر‏:‏ المُقْذَعِرُّ مثل المُقْذَحِرِّ‏:‏ المتعرّض للقوم ليدخل في أَمرهم

وحديثهم‏.‏ واقْذَعَرَّ نحوهم يَقْذَعِرّ‏:‏ رمى بالكلمة بعد الكلمة

وتَزَحَّفَ إِليهم‏.‏

قذمر‏:‏ القُذْمُورُ‏:‏ الخِوان من الفِضَّةِ‏.‏

قرر‏:‏ القُرُّ‏:‏ البَرْدُ عامةً، بالضم، وقال بعضهم‏:‏ القُرُّ في الشتاء

والبرد في الشتاء والصيف، يقال‏:‏ هذا يومٌ ذو قُرٍّ أَي ذو بَرْدٍ‏.‏

والقِرَّةُ‏:‏ ما أَصاب الإِنسانَ وغيره من القُرِّ‏.‏ والقِرَّةُ أَيضاً‏:‏

البرد‏.‏ يقال‏:‏ أَشدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ، وربما قالوا‏:‏ أَجِدُ

حِرَّةً على قِرَّةٍ، ويقال أَيضاً‏:‏ ذهبت قِرَّتُها أَي الوقتُ الذي يأْتي

فيه المرض، والهاء للعلة، ومَثَلُ العرب للذي يُظهر خلاف ما يُضْمِرُ‏:‏

حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ، وجعلوا الحارّ الشديدَ من قولهم اسْتَنحَرَّ القتلُ أَي

اشتدّ، وقالوا‏:‏ أَسْخَنَ اللهُ عينه والقَرُّ‏:‏ اليوم البارد‏.‏ وكلُّ

باردٍ‏:‏ قَرُّ‏.‏

ابن السكيت‏:‏ القَرُورُ الماء البارد يغسل به‏.‏ يقال‏:‏ قد اقْتَرَرْتُ به وهو البَرُودُ، وقرَّ يومنا، من القُرّ‏.‏ وقُرَّ الرجلُ‏:‏ أَصابه القُرُّ‏.‏

وأَقَرَّه اللهُ‏:‏ من القُرِّ، فهو مَقْرُورٌ على غير قياس كأَنه بني على

قُرٍّ، ولا يقال قَرَّه‏.‏ وأَقَرَّ القومُ‏:‏ دخلوا في القُرِّ‏.‏ ويوم مقرورٌ

وقَرٌّ وقارٌّ‏:‏ بارد‏.‏ وليلة قَرَّةٌ وقارَّةٌ أَي باردة؛ وقد قَرَّتْ

تَقَرّ وتَقِرُّ قَرًّا‏.‏ وليلة ذاتُ قَرَّةٍ أَي ليلة ذات برد؛ وأَصابنا

قَرَّةٌ وقِرَّةٌ، وطعام قارٌّ‏.‏

وروي عن عمر أَنه قال لابن مسعود البدري‏:‏ بلغني أَنك تُفْتي، وَلِّ

حارَّها من تَوَلَّى قارَّها؛ قال شمر‏:‏ معناه وَلِّ شَرَّها من تَولَّى

خَيْرَها ووَلِّ شديدَتها من تولى هَيِّنَتها، جعل الحرّ كناية عن الشر، والشدّةَ والبردَ كناية عن الخير والهَيْنِ‏.‏ والقارُّ‏:‏ فاعل من القُرِّ البرد؛ ومنه قول الحسن بن علي في جَلْدِ الوليد بن عُقْبة‏:‏ وَلِّ حارَّها من تولَّى قارَّها، وامتنعَ من جَلْدِه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يوم قَرٌّ ولا أَقول

قارٌّ ولا أَقول يوم حَرٌّ‏.‏ وقال‏:‏ تَحَرَّقت الأَرضُ واليوم قَرٌّ‏.‏ وقيل

لرجل‏:‏ ما نَثَرَ أَسنانَك‏؟‏ فقال‏:‏ أَكلُ الحارّ وشُرْبُ القارِّ‏.‏ وفي حديث

أُم زَرْعٍ‏:‏ لا حَرٌّ ولا قُرٌّ؛ القُرُّ‏:‏ البَرْدُ، أَرادت أَنه لا ذو

حر ولا ذو برد فهو معتدل، أَرادت بالحر والبرد الكناية عن الأَذى، فالحرّ

عن قليله والبرد عن كثيره؛ ومنه حديث حُذَيفة في غزوة الخَنْدَق‏:‏ فلما

أَخبرتُه خَبَرَ القوم وقَرَرْتُ قَرِرْتُ، أَي لما سكنتُ وجَدْتُ مَسَّ

البرد‏.‏ وفي حديث عبد الملك بن عُمَيْر‏:‏لَقُرْصٌ بُرِّيٌّ بأَبْطَحَ

قُرِّيٍّ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ سئل شمر عن هذا فقال‏:‏ لا أَعرفه إِلا أَن يكون من القُرِّ البرد‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ قَرَّ يومُنا يَقُرُّ، ويَقَرُّ لغة

قليلة‏.‏ القُرارة‏:‏ ما بقي في القِدْرِ بعد الغَرْفِ منها‏.‏ وقَرَّ القِدْرَ

يَقُرُّها قَرًّا‏:‏ فَرَّغَ ما فيها من الطبيخ وصب فيها ماء بارداً كيلا

تحترق‏.‏ والقَرَرَةُ والقُرَرَة والقَرارة والقِرارة والقُرورةُ، كلّه‏:‏ اسم

ذلك الماء‏.‏ وكلُّ ما لَزِقَ بأَسفل القِدْر من مَرَقٍ أَو حُطامِ تابِلٍ

محترق أَو سمن أَو غيره‏:‏ قُرّة وقُرارة وقُرُرَة، بضم القاف والراء، وقُرَرة، وتَقَرَّرَها واقْتَرَّها‏:‏ أَخذها وائْتَدَمَ بها‏.‏ يقال‏:‏ قد

اقْتَرَّتِ القِدْرُ وقد قَرَرْتُها إِذا طبخت فيها حتى يَلْصَقَ بأَسفلها، وأَقْرَرْتها إِذا نزعت ما فيها مما لَصِقَ بها؛ عن أَبي زيد‏.‏

والقَرُّ‏:‏ صبُّ الماء دَفْعَة واحدة‏.‏ وتَقَرَّرتِ الإِبلُ‏:‏ صَبَّتْ

بولها على أَرجلها‏.‏

وتَقَرَّرَت‏:‏ أَكلت اليَبِسَ فتَخَثَّرت أَبوالُها‏.‏ والاقْتِرار‏:‏ أَي

تأْكل الناقةُ اليبيسَ والحِبَّةَ فَيَتَعَقَّدَ عليها الشحمُ فتبول في رجليها من خُثُورة بولها‏.‏ ويقال‏:‏ تَقَرَّرت الإِبل في أَسْؤُقها، وقَرّت

تَقِرُّ‏:‏ نَهِلَتْ ولم تَعُلَّ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

حتى إِذا قَرَّتْ ولمّا تَقْرِرِ، وجَهَرَت آجِنَةً، لم تَجْهَرِ

ويروى أَجِنَّةً‏.‏ وجَهَرَتْ‏:‏ كَسَحَتْ‏.‏ وآجنة‏:‏ متغيرة، ومن رواه

أَجِنَّةَ أَراد أَمْواهاً مندفنة، على التشبيه بأَجنَّة الحوامل‏.‏ وقَرَّرت

الناقةُ ببولها تَقْريراً إِذا رمت به قُرَّةً بعد قُرَّةٍ أَي دُفْعَةً بعد

دُفْعة خاثراً من أَكل الحِبّة؛ قال الراجز‏:‏

يُنْشِقْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبَرْ، في مُنْخُرَيْه، قُرَراً بَعْدَ قُرَرْ

قرراً بعد قرر أَي حُسْوَة بعد حُسْوَة ونَشْقَةً بعد نَشْقة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ إِذا لَقِحَت الناقة فهي مُقِرٌّ وقارِحٌ، وقيل‏:‏ إِن الاقْترارَ

السِّمنُ، تقول‏:‏

اقْتَرَّتِ الناقةُ سَمِنَتْ؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب الهذلي يصف ظبية‏:‏

به أَبِلَتْ شَهْرَي رَبيعٍ كلاهما،

فقد مارَ فيها نَسْؤُها واقترارُها

نسؤها‏:‏ بَدْءُ سمنها، وذلك إِنما يكون في أَوّل الربيع إِذا أَكلت

الرُّطْبَ، واقترارُها‏:‏ نهاية سمنها، وذلك إِنما يكون إِذا أَكلت اليبيس

وبُزُور الصحراء فعَقَّدَتْ عليها الشحم‏.‏

وقَرَّ الكلامَ والحديث في أُذنه يَقُرُّه قَرّاً‏:‏ فَرَّغه وصَبه فيها، وقيل هو إِذا سارَّه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ القَرُّ تَرْدِيدُك الكلام في أُذن الأَبكم حتى يفهمه‏.‏ شمر‏:‏ قَرَرْتُ الكلامَ في أُذنه أَقُرُّه قَرّاً، وهو أَن تضع فاك على أُذنه فتجهر بكلامك كما يُفعل بالأَصم، والأَمر‏:‏

قُرَّ‏.‏ ويقال‏:‏ أَقْرَرْتُ الكلامَ لفلان إِقراراً أَي بينته حتى عرفه‏.‏

وفي حديث استراق السمع‏:‏ يأْتي الشيطانُ فَيَتَسَمَّعُ الكلمةَ فيأْتي

بها إِلى الكاهن فَيُقِرُّها في أُذنه كما تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ

فيها، وفي رواية‏:‏ فيَقْذفها في أُذن وَلِيِّه كقَرِّ الدجاجة؛ القَرُّ‏:‏

ترديدك الكلام في أُذن المخاطَب حتى يفهمه‏.‏

وقَرُّ الدجاجة‏:‏ صوتُها إِذا قطعته، يقال‏:‏ قَرَّتْ تَقِرُّ قَرّاً

وقَرِيراً، فإِن رَدَّدَتْه قلت‏:‏ قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً، ويروى‏:‏ كقَزِّ

الزجاجة، بالزاي، أَي كصوتها إِذا صُبَّ فيها الماء‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله

عنها‏:‏ أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ تنزل الملائكة في العَنانِ وهي

السحابُ فيتحدثون ما علموا به مما لم ينزل من الأَمر، فيأْتي الشيطان

فيستمع فيسمع الكلمة فيأْتي بها إِلى الكاهن فيُقِرُّها في أُذنه كما

تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فيها مائة كِذْبةٍ‏.‏ والقَرُّ‏:‏ الفَرُّوج‏.‏

واقْتَرَّ بالماء البارد‏:‏ اغتسل‏.‏ والقَرُورُ‏:‏ الماء البارد يُغْتَسل به‏.‏

واقْتَرَرْتُ بالقَرُور‏:‏ اغتسلت به‏.‏ وقَرَّ عليه الماءَ يَقُرُّه‏:‏ صبه‏.‏

والقَرُّ‏:‏ مصدر قَرَّ عليه دَلْوَ ماء يَقُرُّها قَرّاً، وقَرَرْتُ على رأْسه

دلواً من ماء بارد أَي صببته‏.‏

والقُرّ، بالضم‏:‏ القَرار في المكان، تقول منه قَرِرْتُ بالمكان، بالكسر، أَقَرُّ قَراراً وقَرَرْتُ أَيضاً، بالفتح، أَقِرُّ قراراً وقُروراً، وقَرَّ بالمكان يَقِرُّ ويَقَرُّ، والأُولى أَعلى؛ قال ابن سيده‏:‏ أَعني أن فَعَلَ يَفْعِلُ ههنا أَكثر من فَعَلَ يَفْعَلُ قَراراً وقُروراً

وقَرّاً وتَقْرارةً وتَقِرَّة، والأَخيرة شاذة؛ واسْتَقَرَّ وتَقارَّ

واقْتَرَّه فيه وعليه وقَرَّره وأَقَرَّه في مكانه فاستقرَّ‏.‏ وفلان ما يَتَقارُّ

في مكانه أَي ما يستقرّ‏.‏ وفي حديث أَبي موسى‏:‏ أُقِرَّت الصلاة بالبر

والزكاة‏؟‏، وروي‏:‏ قَرَّتْ أَي اسْتَقَرَّت معهما وقُرِنت بهما، يعني أَن الصلاة

مقرونة بالبر، وهو الصدق وجماع الخير، وأَنها مقرونة بالزكاة في القرآن

مذكورة معها‏.‏ وفي حديث أَبي ذر‏:‏ فلم أَتَقارَّ أَن قمتُ أَي لم أَلْبَثْ، وأَصله أَتَقارَر، فأُدغمت الراء في الراء‏.‏ وفي حديث نائل مولى عثمان‏:‏

قلنا لرَباح ابن المُغْتَرِف‏:‏ غَنِّنا غِناءَ أَهل القَرارِ أَي أَهل

الحَضَر المستقرِّين في منازلهم لا غِناءَ أَهل البَدْو الذين لا يزالون

متنقلين‏.‏ الليث‏:‏ أَقْرَرْتُ الشيء في مَقَرِّه ليَقِرّ‏.‏ وفلان قارٌّ‏:‏ ساكنٌ، وما يَتَقَارُّ في مكانه‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ولكم في الأَرض مُسْتَقَرّ؛ أَي

قَرار وثبوت‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ لكل نَبَإِ مُسْتَقَرّ؛ أَي لكل ما أُنبأْتكم

عن الله عز وجل غاية ونهاية ترونه في الدنيا والآخرة‏.‏ والشمسُ تجري

لمُسْتَقَرٍّ لها؛ أَي لمكان لا تجاوزه وقتاً ومحلاًّ وقيل لأَجَلٍ قُدِّر

لها‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وقَرْنَ وقِرْنَ، هو كقولك ظَلْنَ وظِلْنَ؛ فقَرْنَ على

أَقْرَرْنَ كظَلْنَ على أَظْلَلْنَ وقِرنَ على أَقْرَرنَ كظِلْنَ على

أَظْلَلنَ‏.‏ وقال الفراء‏:‏ قِرْنَ في بيوتكنَّ؛ هو من الوَقار‏.‏ وقرأَ عاصم

وأَهل المدينة‏:‏ وقَرْن في بيوتكن؛ قال ولا يكون ذلك من الوَقار ولكن يُرَى

أَنهم إِنما أَرادوا‏:‏ واقْرَرْنَ في بيوتكن، فحذف الراء الأُولى وحُوّلت

فتحتها في القاف، كما قالوا‏:‏ هل أَحَسْتَ صاحِبَك، وكما يقال فَظِلْتم، يريد فَظَلِلْتُمْ؛ قال‏:‏ ومن العرب من يقول‏:‏ واقْرِرْنَ في بيوتكن، فإِن قال

قائل‏:‏ وقِرْن، يريد واقْرِرْنَ فتُحَوَّلُ كسرة الراء إِذا أُسقطت إِلى

القاف، كان وجهاً؛ قال‏:‏ ولم نجد ذلك في الوجهين مستعملاً في كلام العرب

إِلا في فعَلْتم وفَعَلْتَ وفَعَلْنَ، فأَما في الأَمر والنهي والمستقبل

فلا، إِلا أَنه جوّز ذلك لأَن اللام في النسوة ساكنة في فَعَلْن ويَفْعَلن

فجاز ذلك؛ قال‏:‏ وقد قال أَعرابي من بني نُمَيْر‏:‏ يَنْحِطْنَ من الجبل، يريد ينْحَطِطْنَ، فهذا يُقَوِّي ذلك‏.‏ وقال أَبو الهيثم‏:‏ وقِرْنَ في بيوتكن، عندي من القَرارِ، وكذلك من قرأَ‏:‏ وقَرْنَ، فهو من القَرارِ، وقال‏:‏

قَرَرْتُ بالمكان أَقِرُّ وقَرَرْتُ أَقَرُّ‏.‏

وقارّه مُقارَّةً أَي قَرّ معه وسَكَنَ‏.‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ قارُّوا

الصلاةَ،هو من القَرارِ لا من الوَقارِ، ومعناه السكون، أَي اسكنوا فيها

ولا تتحرّكوا ولا تَعْبَثُوا، وهو تَفَاعُلٌ، من القَرارِ‏.‏ وتَقْرِيرُ

الإِنسان بالشيء‏:‏ جعلُه في قَراره؛ وقَرَّرْتُ عنده الخبر حتى

اسْتَقَرَّ‏.‏ القَرُور من النساء‏:‏ التي تَقَِرّ لما يُصْنَعُ بها لا تَرُدّ

المُقَبِّلَ والمُراوِِدَ؛ عن اللحياني، كأَنها تَقِرُّ وتسكن ولا تَنْفِرُ من الرِّيبَة‏.‏

والقَرْقَرُ‏:‏ القاعُ الأَمْلَسُ، وقيل‏:‏ المستوي الأَملس الذي لا شيء

فيه‏.‏ القَرارة والقَرارُ‏:‏ ما قَرَّ فيه الماء‏.‏ والقَرارُ والقَرارةُ من الأَرض‏:‏ المطمئن المستقرّ، وقيل‏:‏ هو القاعُ المستدير، وقال أَبو حنيفة‏:‏

القَرارة كل مطمئن اندفع إِليه الماء فاستقَرّ فيه، قال‏:‏ وهي من مكارم الأَرض

إِذا كانت سُهولةٌ‏.‏ وفي حديث ابن عباس وذكر علّياً فقال‏:‏ عِلْمِي إِلى

علمه كالقَرارة في المُثْعَنْجَرِ؛ القَرارةُ المطمئن من الأَرض وما يستقرّ

فيه ماء المطر، وجمعها القَرارُ‏.‏ وفي حديث يحيى بن يَعْمَر‏:‏ ولحقت

طائفةٌ بقَرارِ الأَودية‏.‏

وفي حديث الزكاة‏:‏ بُطِحَ له بِقاعٍ قَرْقَرٍ؛ هو المكان المستوي‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ كنت زَميلَه في غَزْوة قَرقَرةِِ الكُدْرِ؛ هي غزوة معروفة، والكُدْرُ‏:‏ ماء لبني سليم‏:‏ والقَرْقَرُ‏:‏ الأَرض المستوية، وقيل‏:‏ إِن أَصل

الكُدْرِ طير غُبْرٌ سمي الموضعُ أَو الماء بها؛ وقول أَبي ذؤيب‏:‏

بقَرارِ قِيعانٍ سقَاها وابلٌ

واهٍ، فأَثْجَمَ بُرْهَةً لا يُقْلِعُ

قال الأَصمعي‏:‏ القَرارُ ههنا جمع قَرارةٍ؛ قال ابن سيده‏:‏ وإِنما حمل

الأَصمعي على هذا قولُه قِيعان ليضيف الجمع إِلى الجمع، أَلا ترى أَن قراراً

ههنا لو كان واحداً فيكون من باب سَلٍّ وسَلَّة لأَضاف مفرداً إِلى جمعف

وهذا فيه ضرب من التناكر والتنافر‏.‏ ابن شميل‏:‏ بُطونُ الأَرض قَرارُها

لأَن الماء يستقرّ فيها‏.‏ ويقال‏:‏ القَرار مُسْتَقَرُّ الماء في الروضة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المَقَرَّةُ الحوض الكبير يجمع فيه الماء، والقَرارة القاعُ

المستدير، والقَرْقَرة الأَرض الملساء ليست بجِدِّ واسعةٍ، فإِذا اتسعت

غلب عليها اسم التذكير فقالوا قَرْقَرٌ؛ وقال عبيد‏:‏

تُرْخِي مَرابِعَها في قَرْقَرٍ ضاحِي

قال‏:‏ والقَرَِقُ مثل القَرْقَرِ سواء‏.‏ وقال ابن أَحمر‏:‏ القَرْقَرة وسطُ

القاع ووسطُ الغائط المكانُ الأَجْرَدُ منه لا شجر فيه ولا دَفَّ ولا

حجارة، إِنما هي طين ليست بجبل ولا قُفٍّ، وعَرْضُها نحو من عشرة أَذراع أَو

أَقل، وكذلك طولها؛ وقوله عز وجل‏:‏ ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ؛ هو المكان

المطمئن الذي يستقرّ فيه الماء‏.‏ ويقال للروضة المنخفضة‏:‏ القَرارة‏.‏ وصار

الأَمر إِلى قَراره ومُسْتَقَرِّه‏:‏ تَناهَى وثبت‏.‏

وقولهم عند شدّة تصيبهم‏:‏ صابتْ بقُرٍّ أَي صارت الشدّةُ إِلى قَرارها، وربما قالوا‏:‏ وَقَعَت بقُرٍّ، وقال ثعلب‏:‏ معناه وقعت في الموضع الذي

ينبغي‏.‏ أَبو عبيد في باب الشدّة‏:‏ صابتْ بقُرٍّ إِذا نزلت بهم شدّة، قال‏:‏

وإِنما هو مَثَل‏.‏ الأَصمعي‏:‏ وقع الأَمرُ بقُرِّه أَي بمُسْتَقَرّه؛ وأَنشد‏:‏لعَمْرُكَ، ما قَلْبي على أَهله بحُرّ، ولا مُقْصِرٍ، يوماً، فيأْتيَني بقُرّْ

أَي بمُسْتَقَرّه؛ وقال عَدِيُّ بنُ زيد‏:‏

تُرَجِّيها، وقد وقَعَتْ بقُرٍّ، كما تَرْجُو أَصاغِرَها عَتِيبُ

ويقال للثائر إِذا صادفَ ثَأْرَه‏:‏ وقَعْتَ بقُرِّكَ أَي صادَفَ فؤادُك

ما كان مُتَطَلِّعاً إِليه فتَقَرّ؛ قال الشَّمَّاخ‏:‏

كأَنها وابنَ أَيامٍ تُؤَبِّنُه، من قُرَّةِ العَْنِ، مُجْتابا دَيابُوذِ

أَي كأَنهما من رضاهما بمرتعهما وترك الاستبدال به مُجتابا ثوبٍ فاخِرٍ

فهما مسروران به؛ قال المنذريّ‏:‏ فعُرِضَ هذا القولُ على ثعلب فقال هذا

الكلام أَي سَكَّنَ اللهُ عينَه بالنظر إِلى ما يحب‏.‏

ويقال للرجل‏:‏ قَرْقارِ أَي قِرَّ واسكنْ‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ وقَرَّتْ عينُه تَقَرّ؛ هذه أَعلى عن ثعلب، أَعني

فَعِلَتْ تَفْعَلُ، وقَرَّت تَقِرُّ قَرَّة وقُرَّةً؛ الأَخيرة عن ثعلب، وقال‏:‏

هي مصدر، وقُرُوراً، وهي ضدُّ سَخِنتْ، قال‏:‏ ولذلك اختار بعضهم أَن يكون

قَرَّت فَعِلَت ليجيء بها على بناء ضدّها، قال‏:‏ واختلفوا في اشتقاق ذلك

فقال بعضهم‏:‏ معناه بَرَدَتْ وانقطع بكاؤها واستحرارُها بالدمع فإِن للسرور

دَمْعَةً باردةً وللحزن دمعة حارة، وقيل‏:‏ هو من القَرارِ، أَي رأَت ما

كانت متشوّقة إِليه فقَرَّتْ ونامت‏.‏ وأَقَرَّ اللهُ عينَه وبعينه، وقيل‏:‏

أَعطاه حتى تَقَرَّ فلا تَطْمَحَ إِلى من هو فوقه، ويقال‏:‏ حتى تَبْرُدَ ولا

تَسْخَنَ، وقال بعضهم‏:‏ قَرَّت عينُه مأْخوذ من القَرُور، وهو الدمع

البارد يخرج مع الفرح، وقيل‏:‏ هو من القَرارِ، وهو الهُدُوءُ، وقال الأَصمعي‏:‏

أَبرد اللهُ دَمْعَتَه لأَن دَمْعَة السرور باردة‏.‏ وأَقَرَّ الله عينه‏:‏

مشتق من القَرُور، وهو الماء البارد، وقيل‏:‏ أَقَرَّ اللهُ عينك أَي صادفت

ما يرضيك فتقرّ عينك من النظر إِلى غيره، ورضي أَبو العباس هذا القول

واختاره، وقال أَبو طالب‏:‏ أَقرَّ الله عينه أَنام الله عينه، والمعنى صادف

سروراً يذهب سهره فينام؛ وأَنشد‏:‏

أَقَرَّ به مواليك العُيونا

أَي نامت عيونهم لما ظَفِرُوا بما أَرادوا‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ فكلي واشربي

وقَرِّي عَيناً؛ قال الفراء‏:‏ جاء في التفسير أَي طيبي نفساً، قال‏:‏ وإِنما

نصبت العين لأَن الفعل كان لها فصيرته للمرأَة، معناه لِتَقَرَّ عينُك، فإِذا حُوِّل الفعلُ عن صاحبه نصب صاحب الفعل على التفسير‏.‏ وعين قَرِيرةٌ‏:‏

قارَّة، وقُرَّتُها‏:‏ ما قَرَّت به‏.‏ والقُرَّةُ‏:‏ كل شيء قَرَّت به عينك، والقُرَّةُ‏:‏ مصدر قَرَّت العين قُرَّةً‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ فلا تعلم نفسٌ ما أُخفِيَ لهم من قُرَّةِ أَعْيُنٍ؛ وقرأَ أَبو هريرة‏:‏ من قُرَّاتِ

أَعْيُن، ورواه عن النبي،صلى الله عليه وسلم‏.‏ وفي حديث الاستسقاء‏:‏ لو رآك

لقَرَّتْ عيناه أَي لَسُرَّ بذلك وفَرِحَ، قال‏:‏ وحقيقته أَبْرَدَ الله دَمْعَةَ عينيه لأَن دمعة الفرح باردة، وقيل‏:‏ أَقَرَّ الله عينك أَي

بَلَّغَك أُمْنِيَّتك حتى تَرْضَى نَفْسُك وتَسْكُنَ عَيْنُك فلا تَسْتَشْرِفَ

إِلى غيره؛ ورجل قَرِيرُ العين وقَرِرْتُ به عيناً فأَنا أَقَرُّ

وقَرَرْتُ أَقِرُّ وقَرِرْتُ في الموضع مثلها‏.‏

ويومُ القَرِّ‏:‏ اليوم الذي يلي عيد النحر لأَن الناس يَقِرُّونَ في منازلهم، وقيل‏:‏ لأَنهم يَقِرُّون بمنًى؛ عن كراع، أَي يسكنون ويقيمون‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَفضلُ الأَيام عند الله يومُ النحر ثم يوم القَرِّ؛ قال أَبو

عبيد‏:‏ أَراد بيوم القَرِّ الغَدَ من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة، سمي

يومَ القَرِّ لأَن أَهل المَوْسِمِ يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر في تعب من الحج، فإِذا كان الغدُ من يوم النحر قَرُّوا بمنًى فسمي يومَ

القَرِّ؛ ومنه حديث عثمان‏:‏ أَقِرُّوا الأَنفس حتى تَزْهَقَ أَي سَكِّنوا

الذبائح حتى تُفارقها أَرواحها ولا تُعْجِلُوا سَلْخها وتقطيعها‏.‏ وفي حديث

البُراق‏:‏ أَنه استصعبَ ثم ارْفَضَّ وأَقَرَّ أَي سكن وانقاد‏.‏

ومَقَرُّ الرحم‏:‏ آخِرُها، ومُسْتَقَرُّ الحَمْل منه‏.‏ وقوله تعالى‏:‏

فمستقرٌّ ومستودع؛ أَي فلكم في الأَرحام مستقر ولكم في الأَصلاب مستودع، وقرئ‏:‏ فمستقِرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ؛ أَي مستقرّ في الرحم، وقيل‏:‏ مستقرّ في الدنيا

موجود، ومستودعَ في الأَصلاب لم يخلق بَعْدُ؛ وقال الليث‏:‏ المستقر ما

ولد من الخلق وظهر على الأَرض، والمستودَع ما في الأَرحام، وقيل‏:‏ مستقرّها

في الأَصلاب ومستودعها في الأَرحام، وسيأْتي ذكر ذلك مستوفى في حرف

العين، إِن شاءَ الله تعالى، وقيل‏:‏ مُسْتَقِرٌّ في الأَحياء ومستودَع في الثَّرَى‏.‏

والقارورة‏:‏ واحدة القَوارير من الزُّجاج، والعرب تسمي المرأَة القارورة

وتكني عنها بها‏.‏ القارُورُ‏:‏ ما قَرَّ فيه الشرابُ وغيره، وقيل‏:‏ لا يكون

إِلا من الزجاج خاصة‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ قَوارِيرَ قواريرَ من فضة؛ قال بعض

أَهل العلم‏:‏ معناه أَوانيَ زُجاج في بياض الفضة وصفاء القوارير‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وهذا حسن، فأَما من أَلحق الأَلف في قوارير الأَخيرة فإِنه زاد الأَلف

لتَعْدِلَ رؤوس الآي‏.‏ والقارورة‏:‏ حَدَقة العين، على التشبيه بالقارورة

من الزجاج لصفائها وأَن المتأَمّل يرى شخصه فيها؛ قال رؤبة‏:‏

قد قَدَحَتْ من سَلْبِهِنَّ سَلْبا

قارورةُ العينِ، فصارتْ وَقْبا

ابن الأَعرابي‏:‏ القَوارِيرُ شجر يشبه الدُّلْبَ تُعمل منه الرِّحالُ

والموائد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال لأَنْجَشةَ وهو يَحْدُو بالنساء‏:‏ رِفْقاً بالقَوارير؛ أَراد،صلى الله عليه وسلم، بالقوارير

النساء، شبههن بالقوارير لضعف عزائمهن وقلة دوامهن على العهد، والقواريرُ من الزُّجاج يُسْرِع إِليها الكسر ولا تقبل الجَبْرَ، وكان أَنْجَشَةُ

يحدو بهن رِكابَهُنَّ ويرتجز بنسيب الشعر والرجز وراءهن، فلم يُؤْمن أَن يصيبهن ما يسمعن من رقيق الشعر فيهن أَو يَقَعَ في قلوبهن حُداؤه، فأَمر أَنجشَةَ بالكف عن نشيده وحُدائه حِذارَ صَبْوَتِهن إِلى غير الجميل، وقيل‏:‏ أَراد أَن الإِبل إِذا سمعت الحُداء أَسرعت في المشي واشتدت فأَزعجت

الراكبَ فأَتعبته فنهاه عن ذلك لأَن النساء يضعفن عن شدة الحركة‏.‏

وواحدةُ القوارير‏:‏ قارورةٌ، سميت بها لاستقرار الشراب فيها‏.‏ وفي حديث عليّ‏:‏ ما

أَصَبْتُ مُنْذُ وَلِيتُ عملي إِلا هذه القُوَيْرِيرةَ أَهداها إِليّ

الدِّهْقانُ؛ هي تصغير قارورة‏.‏ وروي عن الحُطَيْئة أَنه نزل بقوم من العرب

في أَهله فسمع شُبَّانَهم يَتَغَنَّوْنَ فقال‏:‏ أَغْنُوا أَغانيَّ

شُبَّانِكم فإِن الغِناء رُقْيَةُ الزنا‏.‏ وسمع سليمانُ ابن عبد الملك غِناءَ راكب

ليلاً، وهو في مِضْرَبٍ له، فبعث إِليه من يُحْضِرُه وأَمر أَن يُخْصَى

وقال‏:‏ ما تسمع أُنثى غِناءه إِلا صَبَتْ إِليه؛ قال‏:‏ وما شَبَّهْتُه إِلا

بالفحل يُرْسَلُ في الإِبل يُهَدِّرُ فيهن فيَضْبَعُهنّ‏.‏

والاقْترارُ‏:‏ تتبع ما في بطن الوادي من باقي الرُّطْبِ، وذلك إِذا هاجت

الأَرض ويَبِستْ مُتونُها‏.‏ والاقترارُ‏:‏ استقرارُ ماء الفحل في رحم

الناقة؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

فقد مار فيها نسؤها واقترارها

قال ابن سيده‏:‏ ولا أَعرف مثل هذا، اللهم إِلا أَن يكون مصدراً وإِلا فهو غريب ظريف، وإِنما عبر بذلك عنه أَبو عبيد ولم يكن له بمثل هذا علم، والصحيح أَن الاقترار تَتَبُّعُها في بطون الأَوْدِية النباتَ الذي لم تصبه الشمس‏.‏ والاقترارُ‏:‏ الشِّبَعُ‏.‏ وأَقَرَّت الناقةُ‏:‏ ثبت حملها‏.‏ واقْتَرَّ

ماءُ الفحل في الرحم أَي استقرَّ‏.‏ أَبو زيد‏:‏ اقترارُ ماء الفحل في الرحم

أَن تبولَ في رجليها، وذلك من خُثورة البول بما جرى في لحمها‏.‏ تقول‏:‏ قد

اقْتَرَّت، وقد اقْتَرَّ المالُ إثذا شَبِعَ‏.‏ يقال ذلك في الناس وغيرهم‏.‏

وناقة مُقِرٌّ‏:‏ عَقَّدَتْ ماء الفحل فأَمسكته في رحمها ولم تُلْقِه‏.‏

والإِقرارُ‏:‏ الإِذعانُ للحق والاعترافُ به‏.‏ أَقَرَّ بالحق أَي اعترف به‏.‏

وقد قَرَّرَه عليه وقَرَّره بالحق غيرُه حتى أَقَرَّ‏.‏

والقَرُّ‏:‏ مَرْكَبٌ للرجال بين الرَّحْل والسَّرْج، وقيل‏:‏ القَرُّ

الهَوْدَجُ؛ وأَنشد‏:‏

كالقَرِّ ناسَتْ فوقَه الجَزاجِزُ

وقال امرؤ القيس‏:‏

فإِمَّا تَرَيْني في رِحالةِ جابرٍ

على حَرَجٍ كالقَرِّ، تَخْفِقُ أَكفاني

وقيل‏:‏ القَرُّ مَرْكَبٌ للنساء‏.‏

والقَرارُ‏:‏ الغنم عامَّةً؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

أَسْرَعْت في قَرارِ، كأَنما ضِرارِي

أَرَدْتِ يا جَعارِ

وخصَّ ثعلبٌ به الضأْنَ‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ القَرارُ والقَرارةُ النَّقَدُ، وهو ضربٌ من الغَنَمِ قصار الأَرْجُل قِباح الوجوه‏.‏ الأَصمعي‏:‏ القَرار

النَّقَدُ من الشاء وهي صغارٌ، وأَجودُ الصوف صوف النَّقَدِ؛ وأَنشد

لعلقمة بن عبدة‏:‏

والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبونَ به، على نِقادَتِه، وافٍ ومَجْلُومُ

أَي يقل عند ذا ويكثر عند ذا‏.‏

والقُرَرُ‏:‏ الحَسا، واحدتها قُرَّة؛ حكاها أَبو حنيفة؛ قال ابن سيده‏:‏

ولا أَدري أَيَّ الحَسا عنى أَحَسَا الماء أَم غيره من الشراب‏.‏ وطَوَى

الثَّوْبَ على قَرِّه‏:‏ كقولك على غَرّه أَي على كَسْرِه، والقَرُّ والغَرُّ

والمَقَرُّ‏:‏ كَسْرُ طَيِّ الثوب‏.‏

والمَقَرّ‏:‏ موضعٌ وسطَ كاظمةَ،وبه قبر غالب أَبي الفرزدق وقبر امرأَة

جرير؛ قال الراعي‏:‏

فصَبَّحْنَ المَقَرَّ، وهنّ خُوصٌ، على رَوَحٍ يُقَلِّبْنَ المَحارا

وقيل‏:‏ المَقَرُّ ثنيةُ كاظِمةَ‏.‏ وقال خالدُ بن جَبَلَة‏:‏ زعم

النُّمَيْرِي أَن المَقَرّ جبل لبني تميم‏.‏

وقَرَّتِ الدَّجاجةُ تَقِرّ قَرًّا وقَرِيراً‏:‏ قَطَعتْ صوتَها

وقَرْقَرَتْ رَدَّدَتْ صوتَها؛ حكاه ابن سيده عن الهروي في الغريبين‏.‏

والقِرِّيَّة‏:‏ الحَوْصلة مثل الجِرِّيَّة‏.‏ والقَرُّ‏:‏ الفَرُّوجةُ؛ قال

ابن أَحمر‏:‏

كالقَرِّ بين قَوادِمٍ زُعْرِ

قال ابن بري‏:‏ هذا العَجُزُ مُغَيَّر، قال‏:‏ وصواب إِنشاد البيت على ما

روته الرواة في شعره‏:‏

حَلَقَتْ بنو غَزْوانَ جُؤْجُؤَه

والرأْسَ، غيرَ قَنازِعٍ زُعْرِ

فَيَظَلُّ دَفَّاه له حَرَساً، ويَظَلُّ يُلْجِئُه إِلى النَّحْرِ

قال هذا يصف ظليماً‏.‏ وبنو غزوان‏:‏ حيّ من الجن، يريد أَن جُؤْجُؤَ هذا

الظليم أَجربُ وأَن رأْسه أَقرع، والزُّعْرُ‏:‏ القليلة الشعر‏.‏ ودَفَّاه‏:‏

جناحاه، والهاء في له ضمير البيض، أَي يجعل جناجيه حرساً لبيضه ويضمه إِلى

نحره، وهو معنى قوله يلجئه إِلى النحر‏.‏

وقُرَّى وقُرَّانُ‏:‏ موضعان‏.‏

والقَرْقَرة‏:‏ الضحك إِذا اسْتُغْرِبَ فيه ورُجِّعَ‏.‏ والقَرْقَرة‏:‏

الهدير، والجمع القَراقِرُ‏.‏ والقَرْقَرة‏:‏ دُعاء الإِبل، والإِنْقاضُ‏:‏ دعاء

الشاء والحمير؛ قال شِظَاظٌ‏:‏

رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ، عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بعد القَرْقَره

أَي سبيتها فحوّلتها إِلى ما لم تعرفه‏.‏ وقَرْقَر البعيرُ قَرْقَرة‏:‏

هَدَر، وذلك إِذا هَدَلَ صوتَه ورَجَّع، والاسم القَرْقارُ‏.‏ يقال‏:‏ بعير

قَرْقارُ الهَدِير صافي الصوت في هَديرِه؛ قال حُمَيدٌ‏:‏

جاءت بها الوُرَّادُ يَحْجِزُ بينَها

سُدًى، بين قَرْقارِ الهَدِير، وأَعْجَما

وقولهم‏:‏ قَرْقارِ، بُنِيَ على الكسر وهو معدول، قال‏:‏ ولم يسمع العدل من الرباعي إِلا في عَرْعارِ وقَرْقارِ؛ قال أَبو النجم العِجْلِيُّ‏:‏

حتى إِذا كان على مَطارِ

يُمناه، واليُسْرى على الثَّرْثارِ

قالت له ريحُ الصَّبا‏:‏ قَرْقارِ، واخْتَلَطَ المعروفُ بالإِنْكارِ

يريد‏:‏ قالت لسحاب قَرْقارِ كأَنه يأْمر السحاب بذلك‏.‏ ومَطارِ

والثَّرْثارُ‏:‏ موضعان؛ يقول‏:‏ حتى إِذا صار يُمْنى السحاب على مَطارِ ويُسْراه على

الثَّرْثارِ قالت له ريح الصَّبا‏:‏ صُبَّ ما عندك من الماء مقترناً بصوت

الرعد، وهو قَرْقَرَته، والمعنى ضربته ريح الصَّبا فدَرَّ لها، فكأَنها

قالت له وإِن كانت لا تقول‏.‏ وقوله‏:‏ واختلط المعروف بالإِنكار أَي اختلط ما

عرف من الدار بما أُنكر أَي جَلَّلَ الأَرضَ كلَّها المطرُ فلم يعرف منها

المكان المعروف من غيره‏.‏ والقَرْقَرة‏:‏ نوع من الضحك، وجعلوا حكاية صوت

الريح قَرْقاراً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا بأْس بالتبسم ما لم يُقَرْقِرْ؛ القَرْقَرة‏:‏ الضحك لعالي‏.‏ والقَرْقَرة‏:‏ لقب سعد الذي كان يضحك منه النعمان بن المنذر‏.‏ والقَرْقَرة‏:‏ من أَصوات الحمام، وقد قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً

وقَرْقَرِيراً نادرٌ؛ قال ابن جني‏:‏ القَرْقِيرُ فَعْلِيلٌ، جعله رُباعيّاً، والقَرْقارَة‏:‏ إِناء، سيت بذلك لقَرْقَرَتها‏.‏

وقَرْقَرَ الشرابُ في حلقه‏:‏ صَوَّت‏.‏ وقَرْقَرَ بطنُه صَوَّت‏.‏ قال شمر‏:‏

القَرْقَرة قَرْقَرةُ البطن، والقَرْقَرة نحو القَهْقهة، والقَرْقَرة

قَرْقَرةُ الحمام إِذا هَدَر، والقَرْقَر قَرْقَرة الفحل إِذا هَدَر، وهو القَرْقَرِيرُ‏.‏

ورجل قُرارِيٌّ‏:‏ جَهيرُ الصوت؛ وأَنشد‏:‏

قد كان هَدَّاراً قُراقِرِيَّا

والقُراقِرُ والقُراقِرِيّ‏:‏ الحَسَنُ الصوت؛ قال‏:‏

فيها عِشاشُ الهُدْهُدِ القُراقِر

ومنه‏:‏ حادٍ قُراقِرٌ وقُراقِرِيٌّ جيد الصوت من القَرْقَرة؛ قال الراجز‏:‏

أَصْبَح صَوْتُ عامِرٍ صَئِيَّا، من بعدِ ما كان قُراقِرِيّا، فمن يُنادي بعدَك المَطِيّاف

والقُراقِرُ‏:‏ فرس عامر بن قيس؛ قال‏:‏

وكانَ حدَّاءً قُراقِرِيَّا

والقَرارِيُّ‏:‏ الحَضَريّ الذي لا يَنْتَجِعُ يكون من أَهل الأَمصار، وقيل‏:‏ إِن كل صانع عند العرب قَرارِيّ‏.‏ والقَرارِيُّ‏:‏ الخَيَّاط؛ قال

الأَعشى‏:‏

يَشُقُّ الأُمُورَ ويَجْتابُها

كشَقِّ القَرارِيِّ ثوبَ الرَّدَنْ

قال‏:‏ يريد الخَيَّاطَ؛ وقد جعله الراعي قَصَّاباً فقال‏:‏

ودَارِيٍّ سَلَخْتُ الجِلْدَ عنه، كما سَلَخ القَرارِيُّ الإِهابا

ابن الأَعرابي‏:‏ يقال للخياط القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ، وهو البَيطَرُ

والشَّاصِرُ‏.‏

والقُرْقُورُ‏:‏ ضرب من السفن، وقيل‏:‏ هي السفينة العظيمة أَو الطويلة، والقُرْقُورُ من أَطول السفن، وجمعه قَراقير؛ ومنه قول النابغة‏:‏

قَراقِيرُ النَّبيطِ على التِّلالِ

وفي حديث صاحب الأُخْدُودِ‏:‏ اذْهَبُوا فاحْمِلُوه في قُرْقُورٍ؛ قال‏:‏ هو السفينة العظيمة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فإِذا دَخَلَ أَهل الجنةِ الجنةَ ركب

شهداءُ البحر في قَراقيرَ من دُرّ‏.‏ وفي حديث موسى، عليه السلام‏:‏ رَكِبُوا

القَراقِيرَ حتى أَتوا آسِيَةَ امرأَة فرعون بتابُوتِ موسى‏.‏

وقُراقِرُ وقَرْقَرى وقَرَوْرى وقُرَّان وقُراقِريّ‏:‏ مواضع كلها

بأَعيانها معروفة‏.‏ وقُرَّانُ‏:‏ قرية باليمامة ذات نخل وسُيُوحٍ جاريةٍ؛ قال

علقمة‏:‏سُلاءَة كَعصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَها

ذُو فِيئَةٍ، من نَوى قُرَّانَ، مَعْجومُ

ابن سيده‏:‏ قُراقِرُ وقَرْقَرى، على فَعْلَلى، موضعان، وقيل‏:‏ قُراقِرُ، على فُعالل، بضم القاف، اسم ماء بعينه، ومنه غَزَاةُ قُراقِر؛ قال

الشاعر‏:‏وَهُمْ ضَرَبُوا بالحِنْوِ، حِنْوِ قُراقِرٍ، مُقَدِّمَةَ الهامُرْزِ حَتَّى تَوَلَّتِ

قال ابن بري‏:‏ البيت للأَعشى، وصواب إِنشاده‏:‏ هُمُ ضربوا؛ وقبله‏:‏

فِدًى لبني دُهْلِ بنِ شَيْبانَ ناقَتِي، وراكبُها يومَ اللقاء، وقَلَّتِ

قال‏:‏ هذا يذكِّر فعل بني ذهل يوم ذي قار وجعل النصر لهم خاصة دون بني

بكر بن وائل‏.‏ والهامُرْزُ‏:‏ رجل من العجم، وهو قائد من قُوَّاد كِسْرى‏.‏

وقُراقِرُ‏:‏ خلف البصرة ودون الكوفة قريب من ذي قار، والضمير في قلت يعود على

الفدية أَي قَلَّ لهم أَن أَفديهم بنفسي وناقتي‏.‏ وفي الحديث ذكر

قُراقِرَ، بضم القاف الأُولى، وهي مفازة في طريق اليمامة قطعها خالد بن الوليد، وهي بفتح القاف، موضع من أَعراض المدينة لآل الحسن بن عليّ، عليهما

السلام‏.‏ والقَرْقَرُ‏:‏ الظهر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ركب أَتاناً عليها قَرْصَف لم يبق منه

إِلا قَرْقَرُها أَي ظهرها‏.‏

والقَرْقَرَةُ‏:‏ جلدة الوجه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فإِذا قُرِّبُ المُهْلُ منه

سَقَطَتْ قَرْقَرَةُ وجهه؛ حكاه ابن سيده عن الغريبين للهروي‏.‏ قَرقَرَةُ

وجهه أَي جلدته‏.‏ والقَرْقَرُ من لباس النساء، شبهت بشرة الوجه به، وقيل‏:‏

إِنما هي رَقْرَقَةُ وجهه، وهو ما تَرَقْرَقَ من محاسنه‏.‏ ويروى‏:‏ فَرْوَةُ

وجهه، بالفاء؛ وقال الزمخشري‏:‏ أَراد ظاهر وجهه وما بدا منه، ومنه قيل

للصحراء البارزة‏:‏ قَرْقَرٌ‏.‏ والقَرْقَرُ والقَرْقَرَةُ‏:‏ أَرض مطمئنة

لينة‏.‏ القَرَّتانِ‏:‏ الغَداةُ والعَشِيُّ؛ قال لبيد‏:‏

وجَوارِنٌ بيضٌ وكلُّ طِمِرَّةٍ، يَعْدُو عليها، القَرَّتَيْنِ، غُلامُ

الجَوارِنُ‏:‏ الدروع‏.‏ ابن السكيت‏:‏ فلان يأْتي فلاناً القَرَّتين أَي

يأْتيه بالغداة والعَشِيّ‏.‏

وأَيوب بن القِرِّيَّةِ‏:‏ أَحدُ الفصحاء‏.‏ والقُرَّةُ‏:‏ الضِّفْدَعَة

وقُرَّانُ‏:‏ اسم رجل‏.‏ وقُرَّانُ في شعر أَبي ذؤيب‏:‏ اسم وادٍ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

القُرَيْرَةُ تصغير القُرَّة، وهي ناقة تؤْخذ من المَغْنَم قبل قسمة

الغنائم فتنحر وتُصْلَح ويأْكلها الناس يقال لها قُرَّة العين‏.‏ يقال ابن الكلبي‏:‏ عُيِّرَتْ هَوازِنُ وبنو أَسد بأَكل القُرَّة، وذلك أَن أَهل اليمن كانوا إِذا حلقوا رؤوسهم بمنًى وَضَع كلُّ رجل على رأْسه قُبْضَةَ دقيق

فإِذا حلقوا رؤوسهم سقط الشعر مع ذلك الدقيق ويجعلون ذلك الدقيق صدقة فكان

ناس من أَسد وقيس يأْخذون ذلك الشعر بدقيقة فيرمون الشعر وينتفعون بالدقيق؛ وأَنشد لمعاوية بن أَبي معاوية الجَرْمي‏:‏

أَلم تَرَ جَرْماً أَنْجَدَتْ وأَبوكُمُ، مع الشَّعْرِ، في قَصِّ المُلَبّدِ، سارِعُ

إِذا قُرَّةٌ جاءت يقولُ‏:‏ أُصِبْ بها

سِوى القَمْلِ، إِني من هَوازِنَ ضارِعُ

التهذيب‏:‏ الليث‏:‏ العرب تخرج من آخر حروف من الكلمة حرفاً مثلها، كما

قالوا‏:‏ رَمادٌ رَمْدَدٌ، ورجل رَعِشٌ رِعْشِيشٌ، وفلان دَخيلُ فلان

ودُخْلُله، والياء في رِعْشِيشٍ مَدَّة، فإِن جعلتَ مكانها أَلفاً أَو واواً جاز؛ وأَنشد يصف إِبلاً وشُرْبَها‏:‏

كأَنَّ صَوْتَ جَرْعِهِنّ المُنْحَدِرْ

صَوْتُ شِقِرَّاقٍ، إِذا قال‏:‏ قِرِرْ

فأَظهر حرفي التضعيف، فإِذا صَرَّفوا ذلك في الفعل قالوا‏:‏ قَرْقَرَ

فيظهرون حرف المضاعف لظهور الراءين في قَرْقَر، كما قالوا صَرَّ يَصِرُّ

صَرِيراً، وإِذا خفف الراء وأَظهر الحرفين جميعاً تحوّل الصوت من المد إِلى

الترجيع فضوعف، لأَن الترجيع يُضاعَفُ كله في تصريف الفعل إِذا رجع

الصائت، قالوا‏:‏ صَرْصَر وصَلْصَل، على توهم المدّ في حال، والترجيع في حال‏.‏

التهذيب‏:‏ واد قَرِقٌ وقَرْقَرٌ وقَرَقُوْسٌ أَي أَملس، والقَرَق المصدر‏.‏

ويقال للسفينة‏:‏ القُرْقُور والصُّرْصُور‏.‏

قزبر‏:‏ التهذيب‏:‏ من أَسماء الذَّكر القَسْبَرِيّ والقَزْبَرِيّ‏.‏ أَبو

زيد‏:‏ يقال للذكر القَزْبَرُ والفَيْخَر والمُتْمَئِرُّ والعُجارِمُ

والجُرْدانُ‏.‏

قسر‏:‏ القَسْرُ‏:‏ القَهْرُ على الكُرْه‏.‏ قَسَرَه يَقْسِرُه قَسْراً

واقْتَسَرَه‏:‏ غَلَبه وقَهَره، وقَسَرَه على الأَمر قَسْراً‏:‏ أَكرهه عليه، واقْتَسَرْته أَعَمُّ‏.‏ وفي حديث علي، رضي الله عنه‏:‏ مَرْبُوبونَ اقْتِساراً؛ الاقْتِسارُ افْتِعال من القَسْر، وهو القهر والغلبة‏.‏ والقَسْوَرَةُ‏:‏

العزيز يَقْتَسِر غيرَه أَي يَقْهَرُه، والجمع قَساوِرُ‏.‏ والقَسْوَرُ‏:‏

الرامي، وقيل‏:‏ الصائد؛ وأَنشد الليث‏:‏

وشَرْشَرٍ وقَسْوَرٍ نَصْرِيِّ

وقال‏:‏ الشَّرْشَرُ الكلب والقَسْوَرُ الصياد والقَسْوَرُ الأَسد، والجمع قَسْوَرَةٌ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ فَرَّتْ من قَسْوَرة؛ قال ابن سيده‏:‏

هذا قول أَهل اللغة وتحريره أَن القَسْوَرَ والقَسْوَرَة اسمان للأَسد، أَنثوه كما قالوا أُسامة إِلا أَن أُسامة معرفة‏.‏ وقيل في قوله‏:‏ فَرَّت من قَسْوَرة، قيل‏:‏ هم الرماة من الصيادين؛ قال الأَزهري‏:‏ أَخطأَ الليث في غير

شيء مما فَسَّر، فمنها قوله‏:‏ الشَّرْشَرُ الكلب، وإِنما الشرشر نبت

معروف، قال‏:‏ وقد رأَيته في البادية تسمن الإِبل عليه وتَغْزُر، وقد ذكره ابن الأَعرابي وغيره في أَسماء نُبُوت البادية؛ وقوله‏:‏ القَسْوَرُ الصياد خطأٌ

إِنما القَسْوَر نبت معروف ناعم؛ روى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده

لِجُبَيها في صفة مِعْزَى بحسن القُبول وسُرْعة السِّمَن على أَدْنى

المَرْتَعِ‏:‏

فلو أَنها طافَتْ بطُنْبٍ مُعَجَّمٍ، نَفَى الرِّقَّ عنه جَدْبُه، وهو صالِحُ

لجاءَتْ كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها

عَسالِيجَهُ، والثَّامِرُ المُتَناوِحُ

قال‏:‏ القَسْوَرُ ضرب من الشجر، واحدتُهُ قَسْوَرَةٌ‏.‏ قال‏:‏ وقال الليث

القَسْوَرُ الصَّيَّادُ والجمع قَسْوَرَة، وهو خطأٌ لا يجمع قَسْوَرٌ على

قَسْوَرة إِنما القَسْورة اسم جامع للرُّماة، ولا واحد له من لفظه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ القَسْوَرة الرُّماة والقَسْوَرَة الأَسد والقَسْوَرة الشجاعُ

والقَسْوَرة أَول الليل والقَسْوَرة ضرب من الشجر‏.‏ الفراء في وقوله تعالى‏:‏

فَرَّتْ من قَسْوَرة، قال‏:‏ الرُّماة، وقال الكلبي بإِسناده‏:‏ هو الأَسد‏.‏

وروي عن عكرمة أَنه قيل له‏:‏ القَسْوَرة، بلسان الحبشة، الأَسد، فقال‏:‏

القَسْوَرة الرُّماة، والأَسَدُ بلسان الحبشة عَنْبَسَةُ، قال‏:‏ وقال ابن عُيَيْنَة‏:‏ كان ابن عباس يقول القَسْوَرة نُكْرُ الناس، يريد حِسَّهُم

وأَصواتهم‏.‏ وقال ابن عرفة‏:‏ قَسْوَرَة فَعْوَلَةٌ من القَسْر، فالمعنى كأَنهم

حُمُرٌ أَنفرها مَنْ نَفَّرَها برمي أَو صيد أَو غير ذلك‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ وورد القَسْوَرة في الحديث، قال‏:‏ القَسْوَرة الرُّماة من الصيادين، وقيل الأَسد، وقيل كل شديد‏.‏ والقَيَاسِرُ والقَياسِرَةُ‏:‏ الإِبل العظام؛ قال

الشاعر‏:‏

وعلى القَياسِرِ في الخُدُورِ كَواعِبٌ

رُجُحُ الرَّوادِفِ، فالقَياسِرُ دُلَّفُ

الواحد‏:‏ قَيْسَريٌّ، وقال الأَزهري‏:‏ لا أَدري ما واحدها‏.‏ وقَسْوَرَةُ

الليل‏:‏ نصفه الأَول، وقيل مُعْظَمه؛ قال تَوْبَةُ بن الحُمَيّرَ‏:‏

وقَسْوَرَةُ الليلِ التي بين نِصْفِهِ

وبين العِشاءِ، وقد دَأَبْتُ أَسِيرُها

وقيل‏:‏ هو من أَوله إِلى السَّحَر‏.‏ والقَسْوَرُ‏:‏ ضرب من النبات

سُهْلِيٌّ، واحدته قَسْوَرة‏.‏ وقال أَبوحنيفة‏:‏ القَسْوَرُ حَمْضَة من النَّجِيل، وهو مثل جُمَّةِ الرجل يطول ويَعْظُم والإِبل حُرَّاص عليه؛ قال جُبَيْها

الأَشْجَعِيّ في صفة شاة من المعز‏:‏

ولو أُشْلِيَتْ في لَيْلَةٍ رَحَبِيَّةٍ، لأَرْواقِها قَطْرٌ من الماءِ سافِحُ

لجاءتْ كأَنَّ القَسْوَر الجَوْنَ بَجَّها

عَسالِيجَه، والثَّامِرُ المُتَناوِحُ

يقول‏:‏ لو دُعيت هذه المعز في مثل هذه الليلة الشَّتَوِيَّةِ الشديدة

البرد لأَقْبَلتْ حتى تُحْلَب، ولجاءَت كأَنها تَمَأَّتْ من القَسْوَر أَي

تجيء في الجَدْب والشتاء من كَرَمها وغَزَارتها كأَنها في الخِصْب

والربيع‏.‏ والقَسْوَرِيُّ‏:‏ ضَرْبٌ من الجِعْلانِ أَحمر‏.‏ والقَيْسَرِيّ من الإِبل‏:‏

الضخم الشديد القويّ، وهي القَيَاسِرَة‏.‏ والقَيْسَرِيّ‏:‏ الكبير؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

تَضْحَكُ مِنِّي أَن رأَتْني أَشْهَقُ، والخُبْزُ في حَنْجَرَتي مُعَلَّقُ، وقد يَغَضُّ القَيْسَرِيُّ الأَشْدَقُ‏.‏

ورُدّ ذلك عليه فقيل‏:‏ إِنما القَيْسَرِيّ هنا الشديد القوي؛ وأَما قول

العجاج‏:‏

أَطَرَباً وأَنتَ قَيْسَرِيُّف

والدَّهْرُ بالإِنسان دَوَّارِيُّ

فهو الشيخ الكبير أَيضاً، ويروى قِنِّسْرِيّ، بكسر النون‏.‏ وقال الليث‏:‏

القَيْسَرِيُّ الضخم المنيع الشديد‏.‏ قال ابن بري‏:‏ صوابه أَن يذكر في فصل

قنسر لأَنه لا يقوم له دليل على زيادة النون، وسنذكره هناك مُسْتَوْفى‏.‏

والقَوْسَرَة والقَوْسَرَّة، كلتاهما‏:‏ لغة في القَوْصَرَة

والقَوْصَرَّة‏.‏ وبنو قَسْرٍ‏:‏ بطن من بَجِيلَة، إِليهم ينسب خالد بن عبد الله القَسْرِيُّ

من العرب وهم رَهْطُه‏.‏ والقَسْرُ‏:‏ اسم رجل قيل هو راعي ابنِ أَحْمَرَ، وإِياه عنى بقوله‏:‏

أَظُنُّها سَمِعتْ عَزْفاً، فتَحْسِبه أَشاعَه القَسْرُ ليلاً حين يَنْتَشِرُ

وقَسْرٌ‏:‏ موضع؛ قال النابغة الجعدي‏:‏

شَرِقاً بماء الذَّوْب يَجْمَعُه

في طَوْدِ أَيْمَنَ من قُرَى قَسْرِ

قسبر‏:‏ القِسْبارُ والقُسْبُرِيّ والقُسابريُّ‏:‏ الذكر الشديد‏.‏ الأَزهري

في رُباعِيِّ العين‏:‏ وفلان عِنْفاش اللحية وعَنْفَشِيُّ اللحية وقِسْبارُ

اللحية إِذا كان طويلها‏.‏ وقال في رُباعِيِّ الحاء عن أَبي زيد‏:‏ يقال

للعصا القِزْرَحْلةُ والقِحْرَبَةُ والقِشْبارَة والقِسْبارة‏.‏ ومن أَسماء

العصا القِسْبارُ ومنهم من يقول القِشْبار؛ وأَنشد أَبو زيد‏:‏

لا يَلْتَوي من الوَبيل القِسْبارْ، وإِن تَهَرَّاه بها العبدُ الهارْ

قسطر‏:‏ القَسْطَرُ والقَسْطَرِيّ والقَسْطارُ‏:‏ مُنْتَقِدُ الدراهم، وفي التهذيب‏:‏ الجِهْبِذُ، بلغة أَهل الشام، وهم القَساطِرَة؛ وأَنشد‏:‏

دَنانِيرُنا من قَرْن ثَوْرٍ، ولم تكنْ

من الذَّهَبِ المَصْرُوفِ عند القَساطِرَه

وقد قَسْطَرها‏.‏ والقَسْطَرِيُّ‏:‏ الجَسِيمُ‏.‏

قشر‏:‏ القَشْرُ‏:‏ سَحْقُك الشيء عن ذيه‏.‏ الجوهري‏:‏ القِشْرُ واحد القُشُور، والقِشْرَة أَخص منه‏.‏

قَشَرَ الشيءَ يَقْشِرُه ويَقْشُره قَشْراً فانْقَشَر وقَشَّرَهُ

تَقْشيراً فَتَقَشَّر‏:‏ سَحَا لحاءَه أَو جِلْدَه، وفي الصحاح‏:‏ نَزَعْتُ عنه

قِشْرَه، واسم ما سُحي منه القُشارة‏.‏ وشيء مُقَشَّر وفُسْتُقٌ مُقَشَّر، وقِشْرُ كل شيء غشاؤه خِلْقَةً أَو عَرَضاً‏.‏ وانْقَشَر العُودُ وتَقَشَّر

بمعنًى‏.‏ والقُشارة‏:‏ ما تَقْشِرُه عن شجرة من شيء رقيق‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ إِذا أَنا حركته ثارَ لي قُشارٌ أَي قِشْرٌ‏.‏

والقُشارة‏:‏ ما يَنْقَشِرُ عن الشيء الرقيق‏.‏ والقِشْرةُ‏:‏ الثوب الذي

يُلْبَسُ‏.‏ ولباسُ الرجل‏:‏ قِشْره، وكل ملبوس‏:‏ قَشْرٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏مُنِعتْ حَنيفةُ واللَّهازِمُ منكمُ

قِشْرَ العِراقِ، وما يَلَذُّ الحَنْجَرُ

قال ابن الأَعرابي‏:‏ يعني نبات العراق، ورواه ابن دريد‏:‏ ثمر العراق، والجمع من كل ذلك قُشورٌ‏.‏ وفي حديث قَيْلَةَ‏:‏ كنت إِذا رأَيت رجلاً ذا رُواء

أَو ذا قِشْرٍ طَمَحَ بَصَرِي إِليه‏.‏ وفي حديث معاذ ابن عَفْراء‏:‏ أَن عمر

أَرسل إِليه بحُلَّةٍ فباعها فاشترى بها خمسة أَرْؤس من الرقيق فأَعتقهم

ثم قال‏:‏ إِن رجلاً آثر قِشْرَتَيْنِ يَلْبَسُهما على عِتْقِ خمسة

أَعْبُدٍ لغَبِينُ الرأْي؛ أَراد بالقشرتين الحُلَّةَ لأَن الحلة ثوبان إِزار

ورداء‏.‏ وإِذا عُرِّيَ الرجلُ عن ثيابه، فهو مُقْتَشِر؛ قال أَبو النجم يصف

نساء‏:‏

يَقُلْنَ للأَهْتَمِ منا المُقْتَشِرْ‏:‏

وَيْحَك وارِ اسْتَكَ منا واسْتَتِرْ

ويقال للشيخ الكبير‏:‏ مُقْتَشِرٌ لأَنه حين كَبِرَ ثَقُلَتْ عليه ثيابه فأَلقاها عنه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِن المَلَك يقول للصبي المنفوش خرجت إِلى

الدنيا وليس عليك قِشْرٌ‏.‏ وفي حديث ابن مسعود ليلةَ الجنّ‏:‏ لا أَرى عَوْرةً

ولا قِشْراً أَي لا أَرى منهم عورة منكشفة ولا أَرى عليهم ثياباً‏.‏ وتَمْرٌ

قَشِرٌ أَي كثير القِشْر‏.‏ وقِشْرَةُ الهُبْرَةِ وقُشْرَتُها‏:‏ جلدها إِذا

مص ماؤها وبقيت هي‏.‏ وتمر قَشِير وقَشِرٌ‏:‏ كثير القِشْرِ‏.‏ والأَقْشَرُ‏:‏

الذي انْقَشَر سِحاؤُه‏.‏ والأَقْشَرُ‏:‏ الذي يَنْقَشِرُ أَنفه من شدة الحر، وقيل‏:‏ هو الشديد الحمرة كأَنَّ بَشَرته مُتَقَشِّرَة، وبه سمي

الأُقَيْشِرُ أَحد شعراء العرب كان يقال له ذلك فيغضب؛ وقد قَشِرَ قَشَراً‏.‏ ورجل

أَقْشَرُ بَيِّنُ القَشرِ، بالتحريك، أَي شديد الحمْرة‏.‏ ويقال للأَبرص

الأَبْقَعُ والأَسْلَعُ والأَقْشَرُ والأَعْرَمُ والمُلَمَّع والأَصْلَخُ

والأَذْمَلُ‏.‏ وشجرة قَشْراءُ‏:‏ مُنْقَشِرَة، وقيل‏:‏ هي التي كأَنَّ بعضَها قد

قُشِرَ وبعض لم يُقْشَرْ‏.‏ ورجل أَقْشَرُ إِذا كان كثير السؤال مُلِحًّا‏.‏

وحية قَشْراء‏:‏ سالِخٌ، وقيل‏:‏ كأَنها قد قُشِرَ بعضُ سَلْخِها وبعضٌ

لَمَّا‏.‏

والقُشْرةُ والقُشَرةُ‏:‏ مَطْرَةٌ شديدة تَقْشِرُ وجهَ الأَرضِ والحصى عن

الأَرض، ومَطَرةٌ قاشِرةٌ منه‏:‏ ذات قَشْرٍ‏.‏ وفي‏.‏ وفي حديث عبد الملك بن عُمَيْر‏:‏ قُرْصٌ بلَبَنٍ قِشْرِيٍّ، هو منسوب إِلى القِشْرة، وهي التي

تكون فوق رأْس اللبن، وقيل‏:‏ إِلى القُشْرَة والقاشِرةِ، وهي مطرة شديدة

تَقْشِرُ وجه الأَرض، يريد لبناً أَدَرَّه المَرْعَى الذي يُنْبِتُه مثلُ

هذه المطرة‏.‏ وعام أَقْشَفُ أَقْشَرُ أَي شديد‏.‏ وسنة قاشُور وقاشُورة‏:‏

مُجْدِبة تَقْشِرُ كلَّ شيء، وقيل‏:‏ تَقْشِرُ الناسَ؛ قال‏:‏

فابْعَثْ عليهم سَنَةً قاشُورَه، تَحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النُّورَه

والقَشُورُ‏:‏ دواء يُقْشَرُ به الوجه ليَصْفُوَ لونُه‏.‏ وفي الحديث‏:‏

لُعِنَتِ القاشرةُ والمَقْشُورة؛ هي التي تَقْشِرُ بالدواء بشرة وجهها ليصفو

لونه وتعالج وجهها أَو وجه غيرها بالغُمْرة‏.‏ والمَقْشُورة‏:‏ التي يفعل بها

ذلك كأَنها تَقْشِرُ أَعلى الجلد‏.‏

والقاشورُ والقُشَرةُ‏:‏ المَشْؤوم، وقَشَرَهم قَشْراً‏:‏ شَأَمَهم‏.‏

وقولُهم‏:‏ أَشأَم من قاشر؛ هو اسم فحل كان لبني عُوَافةَ بن سعد بن زيد مَناةَ بن تميم، وكانت لقومه إِبل تُذْكِرُ فاستطرقوه رجاء أَن تُؤْنِثَ إِبلُهم

فماتت الأُمهات والنسل‏.‏ والقاشورُ‏:‏ المَشْؤوم‏.‏ والقاشورُ‏:‏ الذي يجيء في الحَلْبة آخر الليل، وهو الفِسْكِلُ والسُّكَيْتُ أَيضاً‏.‏

والقَشْوَرُ‏:‏ المرأَة التي لا تحيض‏.‏ والقُشْرانِ‏:‏ جناحا الجرادة

الرقيقانِ‏.‏ والقاشِرة‏:‏ أَول الشِّجاج لأَنها تَقْشِرُ الجلد‏.‏

وبنو قَيْشَرٍ‏:‏ من عُكْلٍ‏.‏ وقُشَيْرٌ‏:‏ أَبو قبيلة، وهو قُشَيْرُ بن كعب

بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعة ابن مُعَاوية بن بكر بن هوزان‏.‏ غيره‏:‏ وبنو

قُشَير من قيس‏.‏

قشبر‏:‏ الأَزهري في رُباعيِّ الحاء عن أَبي زيد‏:‏ يقال للعصا

القِرْزَحْلَة والقَحْرَبة والقِشْبارة والقِسْبارة‏.‏ غيره‏.‏ ومن أَسماء العصا

القِسْبارُ والقِشْبار؛ وأَنشد أَبو زيد للراجز‏:‏

لا يَلْتَوِي من الوَبيلِ القِشْبارْ، وإِن تَهَرَّاه بها العبدُ الهارْ

الجوهري‏:‏ القِشْبارُ من العِصِيِّ الخَشِنةُ‏.‏

قشعر‏:‏ القُشْعُر‏:‏ القِثَّاء، واحدته قُشْعُرة، بلغة أَهل الحَوْفِ من اليَمن‏.‏

والقُشَعْرِيرة‏:‏ الرِّعْدَة واقْشِعْرارُ الجلد؛ وأَخَذَتْه قُشَعْرِيرة

وقد اقْشَعَرَّ جلدُ الرجل اقْشِعْراراً، فهو مُقْشَعِرّ؛ ورجل

مُتَقَشْعِرٌ‏:‏ مُقْشَعِرّ، والجمع قَشاعِرُ، بحذف الميم لأَنها زائدة‏.‏

والقُشاعِرُ‏:‏ الخَشِنُ المَسِّ‏.‏ الأَزهري‏:‏ اقْشَعَرَّتِ الأَرضُ من المَحْلِ‏.‏ وفي حديث كعبٍ‏:‏ إِن الأَرض إِذا لم ينزل عليها المطرُ ارْبَدَّتْ

واقْشَعَرَّتْ أَي تَقَبَّضَت وتجمعت‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ قالت له هِنْد لما ضرب أَبا

سيفان بالدِّرَّة‏:‏ لَرُبَّ يومٍ لو ضَرَبْتَه لاقْشَعَرَّ بطنُ مكة فقال‏:‏

أَجَلْ‏.‏ واقْشَعَرَّ الجلدُ من الجَرَبِ والنباتُ إِذا لم يُصِبْ رِيًّا، فهو مُقْشَعِرٌّ؛ وقال أَبو زُبَيْدٍ‏:‏

أَصْبَحَ البيتُ بيتُ آلِ بَيانٍ *** مُقْشَعِرًّا والحَيُّ حَيٌّ خُلُوفُ

الفراء في قوله تعالى‏:‏ كتاباً متشابهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ منه جُلودُ الذين يَخْشَوْنَ رَبَّهم؛ قال‏:‏ تَقْشَعِرُّ من آية العذاب ثم تلين عند نزول آية الرحمة‏.‏ وقال ابن الأَعرابي في قوله تعالى‏:‏ وإِذا ذُكِرَ الله وحده اشْمَأَزَّتْ؛ أَي اقْشَعَرَّت؛ وقال غيره‏:‏ نَفَرَتْ واقْشَعَرَّ جلدُه إِذا قَفَّ‏.‏